کد مطلب:127418 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:348

احسانه و کرمه
كل من ترجم للامام أبی محمد علیه السلام ذكر احسانه و كرمه، و أیادیه البیضاء علی الأمة، ولو أردنا أن نجمع ما ذكره المؤرخون و أهل السیر و التراجم، من كرم الامام علیه السلام لحصل عندنا كتاب مستقل، قد یزید عن حجم هذا الكتاب.

نختصر علی بعض ما ذكروه له علیه السلام:

1- قاسم الله ماله ثلاث مرات، حتی یعطی نعلا و یمسك نعلا [1] ، و خرج من ماله لله تعالی مرتین [2] .

2- أن رجلا جاء الیه و سأله حاجة فقال له: یا هذا حق سؤالك ایای یعظم لدی، و معرفتی بما یجب تكبر علی، و یدی تعجز عن نیلك بما أنت أهله، و الكثیر فی ذات الله عزوجل قلیل، و ما فی ملكی وفاء بشكرك، فان قبلت منی المیسور، و رفعت عنی مؤنة الاحتیال و الاهتمام لما اتكلفه من واجبك فعلت.

فقال: یا ابن رسول الله أقبل القلیل، و أشكر العطیة، و أعذر علی المنع.

فدعا الحسن علیه السلام بوكیله، و جعل یحاسبه علی نفقاته حتی استقصاها، فقال: هات الفاضل من الثلثمائة ألف درهم، فأحضر خمسین ألفا. قال: فما فعل بالخمسمائة دینار؟ قال: هی عندی، قال: احضرها: فأحضرها، فدفع الدراهم و الدنانیر الی الرجل و قال: هات من یحملها، فأتاه بحمالین فدفع الحسن الیهم رادءه لكراء الحمل.



[ صفحه 115]



فقال له موالیه: والله ما عندنا درهم.

فقال: لكی أرجو أن یكون لی عندالله أجر عظیم [3] .

3- اشتری علیه السلام حائطا من قوم من الأنصار بأربعمائة ألف، فبلغه أنهم احتاجوا ما فی أیدی الناس، فرده الیهم [4] .

4- جاءه بعض الأعراب فقال: أعطوه ما فی الخزانة، فوجد فیها عشرون ألف درهم، فدفعها الیه.

فقال الأعرابی: یا مولای ألا تركتنی أبوح بحاجتی، و أنشر مدحتی، فأنشأ الحسن علیه السلام:



نحن أناس نوالنا خضل

یرتع فیه الرجاء و الأمل



تجود قبل السؤال أنفسنا

خوفا علی ماء وجه من یسل



لو علم البحر فضل نائلنا

لغاض من بعد فیضه خجل [5] .

5- خرج الحسن و الحسین و عبدالله بن جعفر حجاجا ففاتتهم أثقالهم، فجاعوا و عطشوا، فرأوا عجوزا فی خباء فاستسقوها، فقالت: هذه الشویهة احلبوها و امتذقوا لبنها، ففعلوا، و استطعموها، فقالت: لیس الا هذه الشاة، فلیذبحها أحدكم، فذبحها أحدهم و كشطها، ثم شوت لهم من لحمها فأكلوا، و قالوا عندها، فلما نهضوا قالوا: نحن نفر من قریش نرید هذا الوجه، فاذا عدنا فالمی بنا، فانا صانعون بك خیرا، ثم رحلوا. فلما جاء زوجها أخبرته فقال: ویحك تذبحین شاتی لقوم لا تعرفینهم ثم تقولین: نفر من قریش، ثم مضت الأیام فأضرت بها الحال، فرحلت حتی اجتازت بالمدینة فرآها الحسن علیه السلام فعرفها فقال لها: أتعرفیننی؟ قالت: لا، قال: أنا ضیفك یوم كذا و كذا، فأمر لها بألف شاة و ألف دینار و بعث معها



[ صفحه 116]



رسولا الی الحسین علیه السلام فأعطاها مثل ذلك، ثم بعثها الی عبدالله بن جعفر فأعطاها مثل ذلك [6] .

6- سمع رجلا یسأل ربه أن یرزقه عشرة آلاف درهم، فانصرف الحسن الی منزله، و بعث بها الیه [7] .



[ صفحه 117]




[1] الاستبصار 2 / 142.

[2] أعيان الشيعة 4 ق 1 / 26. أسد الغابة 2 / 12. طبقات ابن سعد. الشرف المؤبد لآل محمد 68.

[3] مطالب السؤول 2 / 10. الفصول المهمة 139.

[4] اسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار 176.

[5] أعيان الشيعة 4 ق 1 / 109.

[6] اسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار 177 الفصول المهمة 140. كشف الغمة 167. نور الأبصار 176. مطالب السؤول 2 / 11(و اختلفوا في مقدار عطاء عبدالله بن جعفر).

[7] نور الابصار 176.